مركز الإعلام   الأخبار

سعود بن صقر يفتتح المؤتمر الدولي الخامس حول الاحتباس الحراري 2 0 1 9 مارس 3 0

شهد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، اليوم (الثلاثاء)، افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الخامس حول الاحتباس الحراري، الذي يقام تحت شعار (الالتزام البيئي)، وتنظمه هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة، بحضور الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، ونخبة من المختصين والمسؤولين في المنطقة والعالم.
وأكد وزير التغير المناخي والبيئة، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن الوزارة تبنت، عبر تعزيز التعاون وتوثيق الشراكات الاستراتيجية مع السلطات المحلية، تحقيقاً لمستهدفات الحكومة الاتحادية، مشاريع عدة، من شأنها تحقيق أفضل المعايير لتقليل الاحتباس الحراري، منها مشروع استغلال الطاقة المهدرة في مصانع الأسمنت، الذي طبقته 50 % من الشركات العاملة في رأس الخيمة، ويساهم بالتقليل من التلوث الحراري وتلوث الهواء بدرجة كبيرة، لأن غالبية الطاقة يُعاد تدويرها في النظام، الذي يخفض استهلاك للكهرباء ويوفرها، حيث بلغ الإنتاج في إحدى الشركات 8000 MW خلال الشهر، عن طريق استخدام التقنية الجديدة.
وتحدث عن استخدام الوقود البديل في مصانع الأسمنت، حيث ساهم القرار الوزاري رقم 137 في شأن الخطوط الإرشادية لتنظيم عمل مصانع الأسمنت لسنة 2012، بتحفيز المصانع على استخدام الوقود البديل بمختلف أنواعه، ما ساهم في التخلص من أنواع عدة من النفايات، كالإطارات المستعملة، الخشب، بقايا الزيوت، بواقع 83% من شركات الأسمنت في الإمارة، ضمن نسب تصل إلى 18 % من إجمالي الوقود المستخدم.
وقال وزير التغير المناخي: تعتزم الخطط المستقبلية للمصانع زيادة تلك النسب، وهذا ما تبنته الوزارة عبر إصدار القرار الجديد لعام 2019 رقم 98، باستخدام الوقود البديل، الناتج عن عمليات معالجة النفايات RDF في مصانع الأسمنت، ما سيساهم في المحافظة على المصادر الطبيعية غير المتجددة.
ووفقا لوزير التغير المناخي، ساهمت القوانين والتشريعات البيئية أيضا في ضبط عمليات الأثر البيئي للصناعات، بإلزام أصحاب المنشآت بالربط المباشر للانبعاثات الصادرة من المداخن مع وحدات مراقبة مركزية، تخول السلطات المحلية المراقبة المستمرة واتخاذ الإجراءات المناسبة في حال وجود أي تجاوز للحدود المسموح بها.
وقال: إن عمليات التدقيق المشتركة بين المختصين من الوزارة والسلطة المحلية على المنشآت ذات الأولوية في فترات مختلفة كان لها الدور الكبير في عملية الضبط والمراقبة للمناطق الصناعية، والتزامها بالقوانين والتشريعات.
ويتواصل المؤتمر خلال الفترة من 28 - 26 مارس الجاري، تحت رعاية صاحب السمو حاكم رأس الخيمة.
وتبحث جلسات المؤتمر دراسة مساهمة الالتزام البيئي في تحقيق التنمية المستدامة وتقليل آثار الاحتباس الحراري، وتبادل الخبرات الإقليمية والعالمية ومشاركة أفضل الممارسات في حقل التحكم والسيطرة على الحركة الصناعية والتنموية، التي تشهدها منطقتنا العربية والإمارات تحديدا. ويحظى المؤتمر باهتمام ومتابعة عدد من الجهات والمنظمات العالمية المتخصصة في الاحتباس الحراري، وفقا للهيئة المنظمة.
وقال د. الزيودي: "إن التغير المناخي وإشكالية الاحتباس الحراري تشكل التحدي الأهم أمام المجتمع الدولي، بتداعياتها المتزايدة، التي تشهدها دول العالم كافة حاليا، من ارتفاع درجات الحرارة وموجات المد البحري والأعاصير والفيضانات وموجات الجفاف"، موضحا أن مواجهة تلك التحديات تستدعي توحيد وتكثيف الجهود المبذولة عالمياً، والتأكيد على الالتزام بالمعايير البيئية، التي تكبح مسبباتها.
أضاف د. الزيودي: "إن الامتثال والالتزام البيئي يعد أحد أهم عناصر العمل من أجل البيئة والمناخ، لذا حرصت دولة الإمارات، ممثلة بوزارة التغير المناخي والبيئة، على إيجاد منظومة تشريعية تحدد أساسيات ومتطلبات الحفاظ على البيئة، وضمان استدامة مواردها الطبيعية ومواجهة تحديات التغير المناخي والاحتباس الحراري".
وأشار الدكتور سيف الغيص، المدير العام لهيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة، إلى أن تنظيم المؤتمر الدولي الخامس حول الاحتباس الحراري في رأس الخيمة يأتي استكمالاً للمؤتمرات السابقة، التي نظمتها برعاية صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، وحظيت بنجاح كبير من حيث المشاركات الإقليمية والعالمية، ونالت توصياتها استجابة دولية وإقليمية واسعة، وتمخضت عن عقد المؤتمر الخامس حول الالتزام البيئي ومساهمته في علاج آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأوضح الغيص أن المؤتمر سيشهد تقديم 30 ورقة عمل علمية متخصصة من أكثر من 10 دول، تمثل المنطقة العربية والقارة الأفريقية والشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وبين أن الأوراق العلمية تدور حول التشريعات البيئية وآليات تنفيذها وآثارها، ودور تغير المناخ وآثاره على النظام البيئي البحري، ودراسات حالات للامتثال للسياسات واللوائح الحكومية لمكافحة الاحتباس الحراري، ومدى مساهمة التطورات التكنولوجية الحديثة في تقليل آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض.
ويناقش المؤتمر سياسات تغير المناخ والتكيف معه، والحد من تأثير الاحترار العالمي على الأنواع الحية المهددة في النظم الإيكولوجية، فيما نجحت الهيئة في استقطاب عدد من المختصين والعلماء العرب والعالميين.

 
${loading}