مركز الإعلام   الأخبار

"حاكم رأس الخيمة يشهد انطلاق المؤتمر العالمي الرابع حول "الاحتباس الحراري 2 0 1 7 أبريل 0 3

رأس الخيمة في 3 إبريل / وام / شهد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة اليوم انطلاق المؤتمر العالمي الرابع حول "الاحتباس الحراري .. إنتاجية النظم البيئة" والذي تنظمه هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة على مدى ثلاثة أيام بمشاركة واسعة من مختصين بشؤون البيئة وذلك بقاعة الحمراء للمؤتمرات .

وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة في كلمة خلال افتتاح المؤتمر إن دولة الإمارات تتمتع بتنوع بيولوجي غني يشمل مجموعة من الأنظمة الإيكولوجية والمواطن الطبيعية البرية والمائية حيث تميزت العديد من الأنواع بتكيفها مع هذه البيئات والظروف المناخية الخاصة .. لافتا إلى أن الأراضي الرطبة الساحلية وعلى وجه الخصوص مناطق غابات القرم والسبخات المالحة ومسطحات المد والجزر التي تتميز بها البيئة البحرية والساحلية لدولة الإمارات تعتبر بمثابة مخازن كبيرة للكربون وحواجز طبيعية للحد من الآثار السلبية للعواصف وموجات المد وارتفاع مستوى البحر .

ن جهود الدولة للمحافظة على تنوعها البيولوجي أثمرت في ارتفاع عدد المحميات الطبيعية التي تم إعلانها بالدولة من 19 محمية في عام 2010 إلى 43 محمية عام 2016 كما ارتفع عدد المحميات التي تم تسجيلها كمحميات أراضي رطبة ذات أهمية دولية ضمن إطار اتفاقية "رامسار" من محميتين في عام 2010 إلى خمس محميات في عام 2013 وتم اعتماد خمس مناطق ذات أهمية عالمية بيولوجية وإيكولوجية في الدولة خلال 2016 .

وشدد معاليه على أن التحديات التي تواجهها البيئة البحرية والساحلية في دولة الإمارات تؤكد الحاجة الماسة لتبني منهج عمل منسق وموحد لإدارة وحماية واستدامة النظم في تلك البيئات .. منوها في هذا الصدد بمبادرة الدولة ممثلة بوزارة التغير المناخي والبيئة إلى إعداد استراتيجية للحفاظ على موارد البيئة البحرية والساحلية واستدامتها بما ينسجم مع رؤية الإمارات 2021 .. وحرصها على تكثيف الجهود لحماية الثروة السمكية وتعزيز استدامة قطاع صيد الأسماك فيها وتعزيز مساهمته في الأمن الغذائي الوطني .

وأضاف أنه تم إطلاق حزمة من التشريعات والقرارات والمبادرات والمشاريع للحد من تراجع الثروة السمكية وتعزيز قدرة العاملين في هذا القطاع على الاستمرار في عمليات الصيد مع الحفاظ على المصايد بحيث يستمر في تحقيق جدوى إقتصادية ويسهم في الناتج الاقتصادي .

وأكد معالي وزير التغير المناخي والبيئة أن دولة الإمارات تقوم بجهود كبيرة تدعم المخزون السمكي من خلال استزراع وإنتاج عدد من الأنواع المحلية وإطلاقها على سواحل الدولة في مناطق المحميات وأماكن انتشار أشجار القرم وفي هذا الصدد .. ولفت في هذا الصدد إلى أن إطلاق مركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية يعد خطوة سباقة كونه الأول من نوعه إقليميا ومن ضمن الأهم عالميا ولاسيما أنه يستند إلى استخدام المعرفة الحديثة والتقنيات المتطورة والابتكار والإبداع في مجال إجراء الدراسات والأبحاث المتعلقة بالبيئة البحرية والساحلية بهدف حمايتها من التلوث والمحافظة على استدامتها للأجيال القادمة وقد تم نشر تقنية زراعة وإكثار أشجار القرم بالدولة حيث تعتبر مناطق انتشار أشجار القرم بيئة طبيعية لرعاية صغار الأسماك وتعزيز التنوع الحيوي .

وأوضح معاليه أن تأثيرات التغير المناخي تمتد لتشمل كافة مناحي الحياة ومنها منظومة الأمن الغذائي بكافة جوانبها وخاصة الزراعة التي تعتبر من أهم القطاعات الاقتصادية على المستوى العالمي وأكثرها تأثرا بالتغير المناخي خاصة وأن معدلات النمو السكاني تشير إلى أنه بحلول عام 2050 سيتطلب العالم زيادة في الطعام بحوالي 60 بالمائة عما نستهلكه اليوم .

وقال معاليه "في إطار جهودنا الرامية إلى تطوير قطاع الزراعة وزيادة مساهمته في الأمن والتنوع الغذائي وفي الاقتصاد الوطني قمنا باتخاذ حزمة من الإجراءات والتدابير مثل تبني أنماط زراعية ذكية مناخيا كالزارعة المائية والزراعة العضوية والمحمية ووضع تشريعات في مجال تنظيم استخدام المياه الجوفية وتعزيز كفاءة استخدام المياه والسلامة الغذائية وتطوير البحث العلمي في قطاع إنتاج الأغذية والاعتماد بصورة أكبر على التقنيات والنظم الحديثة والحلول المبتكرة والبحث عن محاصيل بديلة مجدية اقتصاديا وقادرة على التكيف مع الظروف المناخية ونوعية المياه والتربة ورفع مستويات الوعي بأفضل الأساليب والممارسات بين أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة والمتوسطة" .. وأضاف أن الدولة كثفت جهودها في تبني أنماط زراعية ذكية مناخيا وأقل استهلاكا للمياه كالزراعة المحمية والزراعة المائية والتركيز على المحاصيل ذات الاستهلاك الأقل للمياه والقدرة على التكيف مع طبيعة المناخ ونوعية المياه 

وأكد أن التزام الدولة بالحد من تداعيات التغير المناخي يشكل اليوم هدفا أساسيا في كافة سياساتنا واستراتيجياتنا على المستويين الاتحادي والمحلي .. وأعرب عن أمله بأن يساهم هذا المؤتمر إيجابيا في جهودنا الرامية إلى تعزيز قدرة النظم البيئية على الصمود في وجه التغيرات المناخية والتكيف معها وتعزيز قدرتها في دعم أهداف التنمية المستدامة التي نصبو لتحقيقها .

كما أعرب معاليه عن تقديره لهيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة على تنظيمها لهذا المؤتمر المهم والذي يجمع نخبة من الخبراء من كافة أنحاء العالم بهدف تبادل الخبرات والمعلومات ومواصلة النقاش العالمي حول التغير المناخي وتأثيراته على إنتاجية النظم البيئية والوصول إلى أفكار مبتكرة وحلول مستدامة لتعزيز قدرتها على التكيف.

من جانبه أكد الدكتور سيف الغيص المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة حرص الهيئة على المحافظة على البيئة ونشر الوعي من خلال المشاركة في المناسبات العالمية في مجال الحفاظ على البيئة ودورها في تبني معايير المحافظة عليها تنفيذا لرؤيتها الاستراتيجية في المساهمة بنجاح في خلق بيئة صحية مستدامة .. مشددا على أن الهيئة لن تتهاون في ردع ومخالفة كافة المنشآت الصناعية المخالفة في سبيل توفير بيئة صحية وسليمة تطبيقا لتوجيهات القيادة الرشيدة بالمضي قدما في التنمية الاقتصادية والصناعية بالإمارة مع المحافظة على المكونات والمقومات البيئية دون المساس بجودة نوعية الحياة الصحية للمواطنين والمقيمين في الإمارة وصولا إلى التنمية المستدامة التي ينشدها الجميع .

وأوضح الغيص أن المؤتمر العالمي الذي ينظم بشكل دوري كل عامين .

يناقش أهم التطورات البيئية على مستوى العالم ويسلط الضوء على المتغيرات يضع التوصيات والحلول المناسبة لها .

ويناقش المؤتمر خلال أربع جلسات 30 ورقة علمية من عدة دول تتناول آثار التغيرات المناخية في البيئة وتناقش البحوث التي تهتم بالاحتباس الحراري لوضع الحلول لحماية النظام البيئي في العالم .

حضر افتتاح المؤتمر الشيخ محمد بن كايد القاسمي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة والشيخ صقر بن محمد بن صقر القاسمي والشيخ أرحمة بن سعود بن خالد القاسمي نائب مدير عام شركة إسمنت الاتحاد برأس الخيمة ومدراء الدوائر وعدد من المسؤولين .

${loading}