آثار التدخين

بمختلف أنواعها إلى إدمان الجسم على مادة النيكوتين الكيميائية، ويحتوي دخان السجائر والسيجار والغليون على آلاف المواد الكيميائية بما في ذلك النيكوتين، والتي تؤدي بدورها إلى تغيرات فيزيائية ومزاجية في الدماغ، تكون لها آثار مستحسنة في البداية تستمر لفترة مؤقتة، وهذا ما يفسر الاستمرار في استخدام التبغ.
إن الإدمان على النيكوتين يجعل جسمك أكثر استعداداً للإصابة بالأمراض نظراً للمواد الضارة التي يحتويها التبغ، ومن بين الآثار التي يتسبب بها التدخين نذكر مثلاً الأضرار التي تلحق بالرئتين والقلب والأوعية الدموية.
إن التخلص من الإدمان على مادة النيكوتين أمر صعب ويحتاج إلى عزيمة ومساندة ووقت. ورغم ذلك، يمكن عكس الآثار والأضرار التي ألحقها التدخين بالجسم من خلال الإقلاع عن التدخين واتباع خطوات صحية لممارسة الحياة اليومية حتى ولو كان الشخص مدخناً منذ فترة طويلة.

تدخين الأرجيلة

الأرجيلة، والتي تدعى أيضاً النارجيلة والشيشة والجوزة، هي أنبوب ماء يستخدم منذ قرون في الشرق الأوسط وآسيا لتدخين التبغ. يتم ترشيح دخان الأرجيلة خلال الماء قبل استنشاقه، وهذه الحقيقة تقود كثير من الناس للاعتقاد بأن تدخين الأرجيلة أكثر أماناً من تدخين السجائر لأن الماء الموجود في الأرجيلة يخرج بالترشيح "الحشوة السيئة"، وهذا غير صحيح. فقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مدخني الأرجيلة يبتلعون بالفعل قدراً من النيكوتين أكثر من مدخني السجائر بسبب قدر الدخان الهائل من الدخان الذي يستنشقونه.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإن جلسة واحدة على مدار ساعة من تدخين الأرجيلة تعرض المتعاطي لقدر يتراوح بين 100 – 200 من الدخان الذي يستنشقه من سيجارة واحدة، وحتى بعد مرور دخان التبغ في الماء، فإنه يحتوي على مستويات عالية من مركبات سامة منها أحادي أكسيد الكربون وفلزات ثقيلة وكيماويات مسببة للسرطان (مسرطنات). كما يُولد تدخين الأرجيلة مستويات كبيرة من النيكوتين وهي نفس المادة الموجودة في التبغ والمسببة للإدمان.إضافة إلى مخاطر انتشار الأمراض المعدية التي يمكن أن تنجم عن عدم التنظيف المناسب لأنابيب الأرجيلة المستخدمة في الحانات والمقاهي.
لقد أصبح التوجه إلى تدخين الأرجيلة يثير قلق الأطباء وخبراء الصحة العامة وذلك بسبب ثبوت أن التدخين الأرجيلة أكثر خطراً من تدخين السجائر بالرغم من مزاعم الكثيرين في هذا الخصوص.

العلامات والأعراض

يتسبب إدمان التبغ في ظهور العلامات والأعراض التالية على الشخص المدخن:

  • عدم القدرة على التوقف عن التدخين، بالرغم من القيام بأكثر من محاولة جدية للتوقف ولكن دون جدوى.
  • الإحساس بالانطوائية الشديدة كلما حاول الشخص التوقف عن التدخين. وغالباً ما تؤدي هذه الانقطاعات المؤقتة والمتكررة عن التدخين إلى زيادة التعلق بالتبغ، بالإضافة إلى الشعور بالقلق وحدة المزاج والضجر وصعوبة التركيز والصداع والنعاس واضطرابات في المعدة وحتى الإمساك أو الإسهال.
  • الاستمرار في التدخين بالرغم من المتاعب الصحية، وحتى مع الإصابة بأمراض الرئة والقلب فيكون من الصعب الإقلاع عن التدخين. ويُعد هذا الأمر من أعلى درجات الإدمان.

التخلي عن الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية من أجل التدخين، بما فيه التوقف عن ارتياد المطاعم التي تمنع التدخين داخلها، والانقطاع عن زيارة بعض أفراد العائلة أو الأصدقاء والتواصل معهم لأنك لا تستطيع التدخين في وجودهم.  

 

الآثار

إن مجرد استنشاق دخان التبغ يعني أن الشخص يبتلع مجموعة من المواد الكيميائية التي ستسري في معظم الأعضاء الحيوية للجسم، مما يترك آثاراً سلبية عديدة على الصحة، نورد من بينها الآتي:

  • الرئة: يعد التدخين سبباً في 87 % من أمراض سرطان الرئة. كما أنه السبب الرئيسي لأمراض أخرى تصيب الرئة مثل داء انتفاخ حويصلات الرئة و داء الالتهاب  المزمن للقصبات الرئوية.
  • القلب والدورة الدموية: التدخين مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وبالرغم من أن أسباب هذا الارتباط غير واضحة إلا أن الباحثين  يعتقدون بأن مادة النيكوتين تُحفز الغدد المحاذية للكلية لإفراز الهرمونات التي ترهق قلبك من خلال رفع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب. ويتسبب أحادي أوكسيد الكربون الموجود في دخان التبغ في حرمان القلب والأعضاء الحيوية من الأكسجين. كما يمكن للتدخين أن يتسبب في تقليص الأوعية الدموية ومن ثمة تعريضك إلى احتمال الإصابة بالنوبات أو السكتات القلبية.
  • السرطان: يُعد التدخين سبباً رئيسياً للأمراض السرطانية التي تصيب كلاً من المريء والحنجرة والبلعوم والفم، كما يتسبب في سرطان المثانة والبنكرياس والكبد والكلية وعنق الرحم والمعدة والمستقيم وبعض الأنواع من سرطان الدم.
  • المظهر الخارجي: يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ أن تصيب البشرة بالجفاف والتجاعيد. كما يتسبب التدخين في اصفرار الأسنان وأصابع اليد.
${loading}